نحبها حنينْ

 

نحبها حنينْ

لأنها مفعمةٌ بالشوقِ والحنينْ

عشيقها هو الوطن

بكل ما يزخَرُ من وجدٍ ومن شجنْ

عرَفتها جسارةً تبينْ

فيها صباباتٌ وترتيلٌ على مجدِ

فيها سحاباتٌ وأنداءٌ على الوردِ

تشق دربًا للقوارير التي غدتْ

تصوغ معنى الكبرياءْ

بحكمة الصفاء والوفاءْ

ونغمةِ الثباتِ والبقاءْ

 

الله! ما هذا الهدوء!

تمتشقين نحوَ سُقمِهم قلمْ

بداهةً من نفح ياسمينْ

فينثني المأفونُ لانحسارْ

ويمتطي أحقادَهم

أوغادُهم

ويبلعون القهر في متاهة الغباءْ.

اللهْ !

أنى لك الهدوء!؟

 

سألت عنك يا حنين،

وأنت في سفينة الحريةِ التي سرتْ

في حقها المبينْ

لغزة التي يحاصرون فيها الشيخ والجنينْ

وأنت ترقبين

خُفاشهم يهاجم

وأنت ترقبين

شراسة وحشية ترينْ

على قلوبهم تُراكمُ

 

وكان ضوءٌ- رغمَ ذلك

في انتظارِكْ

يرفرفُ

طهارة إذ يوصفُ

بصحوِه وزهوِه

وباخضرار الفكر في أندائِه

فتعزفين لحنَنا وشجوَنا ودمعَنا

وهم بصوتهم طنيـــنٌ في طنينْ.

 

أراهم عزيزتي حنين

يُزوبعونَ في عطورِنا

ويبعثون الجدبَ في الربوعْ

ويطلقون الموتَ في ترتيلةٍ صماءَ في ليلةِ جوعْ

يُصوّحون

ويُهلكونْ

يضاحكونه المَنونْ

وأنت تسمُقــينْ

كأنك الحمامة التي بروحنا

تحلقين فوق جرحِنا

وتحملين

رسالةَ الشوقِ والإيمانِ في أبوابنا

حمامةَ على سفينة الأمل

رسالة الليمون والزيتون

وتعزفين

في جوقةِ المنشدين

أغنية تداعبُ الأفنانَ والأحزانْ

بجرأة  جريئةٍ الإيمانْ

لتقطف الليمون والزيتون.

17 يونيو 2010