حواريّة الموت

 

هذي    الدنيا

رغمَ بهاءِ  حِسانٍ    فيها

رغمَ  وداعةِ  أطفال

أو   عزمِ      رجال

رغمَ شيوخٍ في جلـَدٍ يحيَون الماضي

هذي الدنيا- لا جدوى - لا تُبقينا

بل  تبقى   مكتظّه

بكوابيسِ الرعبِ تُسمّى موتــًا

ورحًى  عشوائيه

   تلتهــمُ

لكن

آنًـا في  مِبراةٍ  تَبرينا   في  بـــُـطءٍ

تُردينا

والموتُ صماءٌ بلابلهُ

                في سكتةٍ قد عافها ثغرُ

في جذوةِ الوعدِ بأصواتـِنـا

               ماتَ الرجا والحلمُ العطرُ

حياتنا   أسطورةٌ    مُرّة

                  لقارئٍ حروفُه الدهرُ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وكلُّ تسبيلةِ عينٍ عمى

                في دربها لا يهتدي فجرُ

 

 

 

*******

كم كنّا   نزرعُ   أوداجَ   الأرضِ

بالليلكِ   والفلّ

كم كنا  نصنعُ  أو  نمضي

لكنّ رؤوسَ الأصحابِ أراها في مشهدِ ذعرٍ متصلِّ

رأسَ حسينٍ مقطوعٍ في ذهَلٍ

عينينِ - وأسبلتا في لا معنى

في هيهات

هل هذا رأسي أَم رأسُك ؟

يومُك هذا ؟ أو بعـدَ غدٍ ؟

فيما بعدُ ؟

من قلبِ الله الأعظم

تترددُ أصداءٌ بقضاءٍ حتَّــم

أسألها في هيبةٍ

ماذا تفضي هذي الحكمة من موتي

او موت العشاق على دربٍ مُغرم ؟

الدنيا يــا الله

ما أطيبَها ! ما أعذبــَها!

نأكلُ فيها ،نشربُ ،نعشقُ ،ندرسُ ، نرقبُ نسمع

نبني آمالاً رحبه

في لحظه

تنهارُ الفاتنةُ المفتونه

هل تعرف هذي المجنونه

أن حصانَ الموتِ يقودُ العربه

لمداراتِ الأموات

ولواءُ العدمِ

فوقَ الربواتْ

 قمرٌ فضيٌ ّ مشنوق

جرحٌ  يتطاولُ فيه

عزرائيلُ  بخيطِ  رماد

ألوانَ  رُفاتْ

بضفائرِ أحلامي     أحلامِك     أحلامِه

في رِعشةِ وردٍ مغلولٍ بالشوك

ومجامر

نبـَضاتي تتساءلُ في السَحر:

هل يأتيني شفـقٌ بعرائشِ أحلامي

عادتْ من حُلـم

 تتساءلُ هذي قبلَ رحيلي في "الموتِ الأصغر":

هل يأتيني السحـرُ ؟

تتوهجُ أزهار

ترسُمُ منها قبـَلاً لشفاهٍ ظمأى

تُسرجُ غابات الليل نجومًـا

يبتهلُ الكفنُ الأبيضُ -  يخدعُنا

يستنهضنا التابوتُ -  يراوغُنا

هذا القاهر

فاغرُبْ لا نندُبْ

لا تفتحْ أبوابَـك يا من ساويتَ وما ساويت

عِفناكَ وعفنا شُربتَكَ المسمومه

أو

حبِّبْ نفسَك في :

ليلةِ عِــشقٍ

أو سَوْرةِ كأسٍ

أو أغنيةٍ  خضراءْ

حبّبْ نفسَـكَ في امرأةٍ

قمرٍ

غصنٍ

ظلٍ

وبحيره

حببْ نفسَكَ

كي نمضيَ في مركبتِك

- تلك القادمةِ المجهوله  -

حببّ نفسَــكَ يا ساقي

برؤاكَ المجبوله

في ذعرٍ يورقُ في أحداقِ الناسِ

نرفضُ همسَـــــك

صرختــكَ المحمومه

تتنوعُ أسبا بُــكَ

يا موجِعُ

يا مفجعُ

في ساعتــِكَ المحتومه

يؤلمُنــي أن البُعـدَ سيقتربُ

لحدٌ وضريحُ ، جثمانٌ    فاتحةٌ     وعزاءُ

كلماتٌ تقتربُ

سفرٌ وحدي ،

سفرٌ وحدكَ

سفرٌ وحدي

سفرٌ وحدك

َ وردٌ

         رهبوتٌ

                     خـــبـــَبُ