فاروق مواســـــي
أحب الناس
أحب الناس
أحِب الناسَ من نــاءٍ ودانِ
وأسعد بـالجمــال وبـالحنـانِ
وأبدو بالبشاشةِ لا أُرائـي
بوجهٍ ظــلَّ محـدوَّ الأمانـي
فألمحُ هــا هنا شخصا سعيدًا
وآخر أنّ أنيابَ الـزمان
فأفرحُ للسعـادة حيث كانت
وأحـزنُ كــلَّ أحزانِ المهانِ
كأني وحــديَ المرجوُّ منه
مواساةٌ وإخـلاصُ التفاني
أحــب الناس من قلبي وربي
لـذا فالحقدُ مجهـولُ المكان
فإن كانـت حياتي في صراعٍ
فإني قــد وجـدتُ بها المعاني
وإن كـانت تعاني أو تعاني
فليس يفُـتُّ فـي عضدي زماني
سبيـلي أن أسيرَ بلا توانِ
وأبقـى في سِجال العنفوان
فيـا ظمآن هاكَ اللحنَ صِرفًا
شـرابًا سائغًا ملءَ الدنــانِ
فقـد وافيـتَ قلبًـا مطمئنًا
يناغـي الوجـدَ في أحلى الأغاني
تودعيــــن .....
إلى ابنتي جنى في طلعتها
تودعين بيتــــك الحبيــــبْ
شفيــــقةً رقيـــــقةً
وتذرفين دمعــــةً غريقـــــةً
معِـــينُـها صبيــــــبْ
لترتـــــقــــي معارجــــًا كريــــمةَ الذُّرا
أقول : يا لَسحرِهــــا العجيــــبْ
مداعبًا مُــمَسِّـــــدًا وحانيـــــــا
مُكفْـــكِـــفــًا حتى الرِّضــــا :
رِفـــقــًا بنا بُنيَّــــتي !
حنــــانــــُُك الذي رنـــــا لنــــــا
أوفيـــــهِ لابـنــــــنِـــا الذي ارتــــضاك
لبيـــتهِ – لبيتـــــِـــكِ الجديـــــدْ
منارةً تضـــــيء من سنـــــاك!
الفرحةُ التي بـــــدا إشراقــــــُها أمـــــلْ
لا تجعليـــــها عَـــبْرةً تظلُّ في المُــــقـــلْ
جودي بها هُنــــيهةً
كيما تظـــلَُ البســــمةَ التي روتْ عذوبـــتَكْ
ترفُّ فوق وجهــــِكِ الرغيــــد
وتستقـــــي نداوتـــــَكْ
بنيتي !
مرتْ سنيـــــن
مرتْ سنيــــــــــنْ
وعشتــــِهـــا بحبِّــــنــــا وصفوِنــــــا
وسرِّنـــــا وجهرِنـــــــا
راضيــــةً هنيـــــَّةً
في منبعٍ ما ضنَّ بالعـــــطاءْ
في روضـــةٍ تشعُّ بالوفــــاءْ
فلتصحبي كليهما
عطيـــةً
وفيــــةً
بنيتــــي !
بــنــيــّــتــــــي
وداعــــةٌ ترافقُــــــك
دعاؤنا يعانقـــــُـــــك :
يرعاكِ ربي يا جنـــــــى
وجازيًا طيبَ المـُــنــــى
ومسعِدًا رفيقــــَكِ الرفيــــقْ
بدربِــــه ....حنـــــــوِّهِ
لترفُلا ببهجــــِة الرِّفـــــاءْ !
قطرة العرق
رأيتها تسيلُ قطرةَ العرقْ
تروي حكايةَ العذابِ والتعبْ
وراءها تنسابُ قطرةٌ فقطرةٌ
فيُغمَرُ الجبينُ بالألقْ
رأيتــــها برقــــــصةٍ تراودُ الأملْ
يداعبُ المقلْ
رأيتـــــها بغنوةِ الذي انطلقْ
مكافــــحًا منافحــــًا
عن يومِه الكريمْ
وذائدًا عن حبــــِّهِ
لقمتُــــــه صافيةُ الغـَـــــدقْ
لأرضـــه لشعبـــِه
يلبَسُ تـــاجًا في العطاءِ ...في العملْ
يزهو بـــه
يرفُلُ بالحــُــللْ
رأيته يمسحــــــهـــــــا
............
وقطرة العرق
سرعان ما يأتي جديدهـــا
ليغمُرَ الجبينَ بالألقْ .
* * *
لون أسود
( يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه... )
لون أسود يـــُنذر / يتربّــص بالنور
يهمي بسخــــام وبثـــــور
لكن النورَ يظل يـمنّــــي هذا اللونَ الأسود
الأسودَ كالأسْـــود
أن يُصـــقلَ كالـمـــــاس
وأقول له :
هيهات !!
فاللون الأسود مغـــرور
ذاك لأن اللونَ الأسودَ مأجور .
* * *
الشوق بحضن النور
ظل يطوف يطوفُ يدور
ويطوف على أحباب أحباب
ما عرَفوا الحقد ، ولا غرقوا في كذب مجهور
أو مستور
حتى وصل الشوق إلى شر أحابيل تغور
إلى شبه الموت يصير
ساعتها ،
نادى كل مشوق ربًا يعرفه
يعرفه بالحكمةِ والرحمة - وهو بصير - :
يا ربَّ العقلاء !
هذا لون أسود يطغى ويجور
فمتى يضحي الإشراق على وجه الماء
صفوَ سماء وعبير ؟؟!!
قد يُفضي هذا اللون إلى الصبحِ
كي يفصح
من بعد ُ ينيـــر
من يدري ؟!
قد يأتي يوم يبكي فيه
من بعد الظن
أن لن يأتي يومٌ يُبكَى
فيه عليه .....
يحور
من بعد ظلام الديجور ...
مصطفى... وذاكرة الوطن
يا مصطفى
يا صاحبي الذي يردد الشجنْ
ويسكب الربيعَ في عواقب المحن
أوردةً تساجل البقاءْ
موال حب ووفاءْ
ترنيمة تغدو على تلك المقل
يا صاحبي
مسافر أنت إلى الزمان والمكان
تروي حكاية الخطوب والغروب والشحوب
ترسّخ الجذر الذي ابتهل
تقول لي إما مررنا من طريق:
" هنا أقام
فلانٌ الشريد..
هنا النبات في بلادنا يطيب
ويحمل العبق
هنا قضى بطل
واستُشهد الرجال..
ومن هنا مضى فلان للبعيد"
(يشير مصطفى إلى المكان
ويعقب الشروح )
تطل من مكانها أطلالنا المنتظره
لقرية كانت تسمى كذا
واليوم بدّلوا اسمها إلى..
وخربة كانت تسمى كذا –
وتلة كانت تسمى كذا..
واليوم بدّلوا اسمها إلى..
ونبعة تسمى كذا ..
انظر إلى بيت فلان
انظر إلى مدرسة نسمع لحن صوتها ....
كأننا لا نسمع
وقلعة.. ومقبره
انظر هنا ! هناك !
يمر طير الحزن فوق دمعة مختزنه
يحوم بالأسى
فوق الرحاب
تقول يا صاحبي :
" تشوقت أصحابَها
أربابها
تلهفت ..تألمت
دموعها ترقرقت
تساؤلاً.. يُعلي
مخاوف الظلال
يا صاحبي ، يا نمر السرحان!
كم صحتَ " يا جوختي!
ناديتَ إذ ناديت
جدتك التي تساءلت : متى تعود
تقول:
إذ تمزج العويل بالرجاء والنداء
"عدتُ أنا يا جدتي!"
فتسجع الحمامة الحزينة- النوى
تسائل:
يا حارس الضياء،
مسافرًا ، محملاً بالدم والندى
معتقًا ودافقًا
وراعف الحداءْ
بلادنا لك البقاء
والبقاء
والبقاء!
عيــن حــوض
يا قصةَ الأرض التي ضاعت ولن تضيع
ضاءتْ على جباهنا صلاه
صلَّت على الضوء مناه
ظلت على عذابنا
حياه
لأنها أوحت لنا :
بأننا هنا
باقون كالجبال
كالبحر هذا إذ نراه
أمامنا
في طلته
في طلة الراوي الذي يمتد في دلال
يا عين حوض !
هذا هو السر الذي عاش الوطن
عاش البقاء والوفاء والشجن
يا سيدي ، شيخي أبا الهيجا
الأرض والسماء كم
يناغمان صوتك العـــتــي
مجلجلاً
في دوحة الفضاء
يا سيدي
حتى نظل
رواية جليلة البهـــــاء .
* في أعقاب زيارة إلى قرية عين حوض في ذكرى يوم الأرض
المِفتـــــاح
إهداء إلى الفنان سليم ضو بعد مشاهدتي - " مفاتيح"
مِفتاح الدار
يَرسم خارطةَ الحب إلى الأسرار
يرسم لوحه
من أحلام تحلُم
لتناغي الأطفال
وهو الباقي للجسد المغمور
ويشعُّ بحزنٍ أو قهر أو إيمان
يتعلق مفتاحُ الدار
بالصبر الماثل، بالشوق الهدّار
مَن أودعه بمكان مأمون
هذا المفتون؟ !
المفتاح
يعرف سُكَّرتَـه
حتى لو صدئت سيعالجُها
حتى لو فُُقدت يبحث عنها
حتى لو حزنت سيعانقها
ليزيل القهر، يزيلَ اللوعة والأحزان
مفتاح القلب إلى درب الإيمان
مفتاح الموسيقا في عزف الأنغام
ولسان يتحدث عن ظلم الظلاّم
هذا المفتاح
أدْمنَ منتظرًا شربَ الكأس المره
والقهوة مره
أدلج بالليل وأوغل
وأفاق
قبل طلوع نهار
دق على باب تلو الباب
قال : أنا المفتاح أنا المفتاح
والمفتاح غدَا يُكتب في الصفحة
حتى يقرأ من يدعوه إلى
أغنية بين الأطلال
ليغنيَها أو يفديَهـــا
أو يرقص في إيقاع الوجد
وترافقه قيثارة
داعبها بدلال
المفتاح
مسحوا دمعته كل صباح
لمسوا وجعًا في نزف جراح
ظل المفتاح
في الصبر وأصداء الصبر
يرمقنا في عين التسآل
يطرقنا يسألنا إن كان يعود ؟!
الجـــدار
أهنئُكمْ
فهذا السورُ كالأفعى
يُساورُكم
يُحاورُكم
يُجاورُكم
جدارٌ فوق أرضِ سِواكمُ طوقُ
وهل أبهى من الطوق
على العنـــق؟!
ويلــتفُّ
ليرقبَــكمْ
نجحتم إذ تكرمتمْ
فشيَّدتــم
مسارًا للتفاهمِ بَانَ في سِلمِ
ليرعاكم
حصارًا من عطاياكم
لشعبٍ ظل يبحثُ عن صدى حُلمِ
وعن يومِ
وعن درب
وعن لهف
فما أغلى هداياكم!!
أهنئكم
على بُرجٍ غريبٍ لا حياءَ بهِ
يُطلُّ على أراضي الأهلِ في صَلفِ
ويمنعُ كل فلاحٍ بأن يشدو
على أرضهْ
ليزرعَها فيُخصبَها
بكل الوجدِ والشغفِ
فحسبُ الأرضِ ما صنعتْ أياديكم
فهذا السورُ يمتدُّ
ويشتدُّ
قيودًا أو حواجزَ أو متاريسا
ويشهدُ كلُّ من زار الجدارَ بأنَّ تدليسا
بفضلِكمُ
وتأسيسا
بِظنٍ أن ذلك صار مدعاةً لراحتكمْ
أهنئكم
يُعاني الطفلُ يسألُكمْ
بأنْ يجتازَ للغربِ
لكي يُشفى....
تولَّــيتم وأعرضتمْ
لتغدو للصغيرِ نهايةٌ أوفتْ
فقد وفّـَّـيتمُ حقَّــه
بكل اللطفِ والحُبِّ
فما أحلاه ! ودَّعكمْ !
أهنئكم
فثمَّةَ حاملٌ وضعتْ
بقرب السورِ والأسلاكْ
تباركُكم وتشكرُكم.
ويشكرُكم أساتذةٌ وطلابٌ
أرحتمْ من دروسٍ وامتحاناتٍ
فما أكرمْ ،
تكرُّمَكم
أهنئكم
إذا شِدتمْ
وسيَّــجْتــمْ
ليسمو الطيرُ أعلى من جدارِكمُ
يغردُ فوقَ عاتي السورِ
لا يسأل
(عن الأسمنت، والخيبهْ
تلاحقُكم)
سؤالاً إذ غدا يُسأل
ينادي "يا جدارَ الفصل،
هل ترحل" ؟
متى ترحل؟!!
على الموقد
يظل
الطهي لا أشهى ولا أبهى
من الآداب يخفق دفئـــُها حبًا فيغمرنـــا
بإشراقٍ لآفـــــاق
تمنّــيــنا
وتبعث فنهـــا حسنًا برونـــقه
فيُــدنيـــنـــا
إلى ( سيمون ) تطربـــنا قصائده
فتـُغنـيـــــنا
نحيّيـــه يحيــــيـــنا
بألوانٍ ستشعل خاطر الصبح
بأنوار تناغيــــنا
بنادينـــــــا
بــاقـــة
يــا بـاقتي يا حلوتـــي
تألّــقي كالنجمـــــــةِ
عنوانُـك الحـب الـــذي
يسمـو لأرقــى قمـة
فـــي أهلـنا طيـبُ اللقا
مكــارمٌ فـــي الهمّّــة
إن زرتَـنـا أحببتـَــــنا
كنـت ابنَنا فــي الـذمّـــة
تشــدو بآفاق الغنــــا
أطيـارُنا فـــي فـرحـــة
والحـقـل يــبدو يــانعًا
مسـتمتعًـا بــالنسمــــة
كلية فيـها السنــــــا
عـلم بهـدي الـرحمــة
مكتبة فــــــي رُحبهـا
عطـــاؤها كالديمـــــة
حييتُ فيك شاعــــــرًا
يجيد فـــن الكلمـــة
وصـــانعًـــا وزارعًًًـا
فـي الأرض ذخــرِ الأمـة
يــا باقتي فــي فوحـهـا
يـــا
روعــة فــي الروعـة!
بئــر بــاقــة
يا بئـرَ بــاقةَ أهـلُنا منــكِ اسـتَقَوا
نَهَلوا فُراتًا وارْتَـوَوا شُـــربَ الهَنا
عــذبُ الجِـرارِ ملأنَها وتبرَّجـَــتْ
فتياتُنا فــي مَيْسَةٍ وعــلا الـغِـنـــا
حجرُ العرائـسِ كـــانَ يُجْلِسُ غادةً
يــدعــو لهـا فـي دِلِّها أحلى المُنى
هذي حــبالُ الـبئرِ تَرقصُ فرْحــةً
والــدَّلوُ يُغْــدِقُ مـاءَها صَـفْوًا لَنـا
جعلَ الإلهُ الـماءَ كنزَ حـياتـِنـــا
فـَتَبارَكَــتْ بئـرٌ
وكـــانت موْطِـنا
نجمــــة في بيت لحــــم
أي موعد ؟!
ضمنا في بوحِه حتى التقينا
فارتوينا
شعّـــت العينان ومضــًا
جرّأ النهـــل بمورد
فتهادى النور قطره
تلو قطره
وابتدا الشلال نهره
ثم كنا
ثم كنـا
في رجاء وحياء
في عناق الماء للمـــاء ....وقد ساجل صدره
في حوار لليدين .....
روتـــــا من طهر خمـــره
واعتليــــنـــا
سُـــدّة الوجـــد العليــــّه
بالتماعات غنيـه
من سنــاء وســــنا
لعنت بُعد المســافـــــات الغبيـه
طيّـبتـنــا
أنشدتــنـا
في ترانيـم المـنى
سامرتـــنــا
أسكرتـنـا
في مجــــانٍ مجـدليــه
لقـــــــــاء
كنا هناك......
في مِهرجان الشوقِ واللُّقيا على إيقاع أصواتِ الهوى
كنا حضرنا وردَه
في كل حالٍ ...ثم في وجدِ المَقامْ
كنا قرأنا من أساطيرِ الغرامْ
ثم ابتدا فينا السفرْ
والعطرُ بثَّ غناءَهُ
إذ فاحَ : حيَّ على الرُّواء !
كان ارتقاءُ الوعدِ يسمو للعلاءْ
كان ارتقاءْ
ثم ارتقاء ....
حتى إذا حلَّ المساءْ ...
ومساؤُنا أسرى بنا
أضحى لنا معنى الرجاءْ
وغدَا يغنّي عاشقًا
واللحنُ يبدو رائقـــا
حتى انتهاء ...
أخفى بجولتهِ طقوسَ الجوع ِ يرتادُ القُبل ْ
جسدًا على وعدٍ
ووعدًا في جسدْ
* * * *
كانت هناك ...
شفتانِ فاتحتا حضورِ حينَها كان الغيابْ
( أعني حضورَ الصحوِ في معنى الشبابْ
وغيابَ من حولي......وعن عمقِ الرِّغاب )
ما ملَّـتـا في كل تَطواف بدا
كانت هناك ...
أغرودتانِ من الـلِّـبأْْ
ملءَ الحنانِ وعزفَ أحلامِ الجِنانْ
كانا مع الخدينِ في أندى حوار
وتعودُ أغنيةُ المساءْ
لتظـــلِّـــلَ الحبَّ الذي فيه ارتوى
وتسائلَ الأيامَ والأزهارَ والأوتارَ والعشبَ الندِي
ماذا ينبِّـئُ ذاك من سحرِ الصلاة ؟
ماذا روتْ قبلاتُها ؟
ماذا على الساقي إذا حُـــبّــًا سقى ؟
ماذا إذا أضواؤها
تسمو بنا
حتى السماء ؟
ماذا إذا كان الصفاء ؟
ماذا إذا كانت هناك ؟
ماذا إذا ؟!
* * * *
قد نلتُه نجمَ السّــهــا
رَغمَ البعادِ المشتهـــى
فحضنتُ شوقًا لاهفًـــا
وعرفتُ معنى المنتهــى
في قُبلة موسوقـــةٍ
ضاءتْ بها دربَ البها
جادتْ بها في طِيبـــها
فتألَّق الكونُ ازدهــى
مشاعر إلى إبائي
أنا يا إباء
أشابه نبض الوطن
وأنت جمال نسيم الوطن
سيأتي زمان
أقول هلا
إباء هنا
وفي عنفوان فؤادي
بأحلى الــمـُنى
سمعتك إذ تعزفين
بقيثارة من رؤى
بأحلى الغنا
رأيتك إذ
تشرقين
بنور السنا
وأبقى معك
وأبقى هنا
وأبقى
....
خطاب قديم :
يـا أيـهـا المعبودُ فـرّج كربيـــــهْ
قيدتني بالحب، أحْكِـمْ قيديــــهْ
قلبي ترنم باسمـك الرانـــي عـلـى
أمــل يداعــب مشتـهى أحلاميـه
إنــي شرعت ببحر عينك رحلتــي
فأخـذت أمخـر فـي بحـار لآليه
حـتى استفقت عـلـى جمــال سادر
ويلي أنا! أيظـــل بعد إزائيــه؟!!!
تجليات
( سونيتات جديدة )
( 1 )
الشمسُ تناغيك على أملِ
وتداعب عمـــــــــــــرَكْ
نورٌ من عيـــــن العسلِ
يقرأ ســــــــــرَّكْ
يا قلبي المغمورَ ببهجـــهْ
تصحو في معزوفِ أغانِ
تلمس أيامُك وهجــــَــــــه
تقطف من روض حنانِ
العطر على الأنفاسْ
واحةُ حبٍّ فيحاءْ
يعبق منها الإيناس...
بعثَ ربيعٍ فاءْ
موسيقا تصدحْ
وبلابلَ تمرح ْ
( 2 )
الغابة تعشقنا .... تشهدنا
تضفي معنى الوجدْ
ترنو أشجارٌ ترفدُنـــا
في أحلام الوعدْ
العمر غزاني.... يا ويلي !!!
وله عيد معانِ
من صفو النــَّهـــلِ
سكرتْ كل دناني
من يقطف
ثمر الأشواق ؟
في حلم الأحلام
من يدرك طعم الأعناق
والريح يموج ....مع الأنغام ؟
اللحظة مسحوره
وتغرد عصفوره
( 3 )
أرسم لوحــة نجوى مفتونـــه
فيها ألوان الأشذاءْ
أرسم فيها مجنونًا قبَّل مجنونــــه
تتراقص فيها الأضواءْ
أرسم جسمـــًا مخمورا
يتجلى في سحر السحرْ
أرسم حزنـــًا مسرورا
عشش فيه الطيرْ
جمعتْ كل جمال الوجهين
في لحظة لقــــيا
لكني لم أرسمْ فيها العينين
وحدهما امتلكا دنيـــا
أبحرت بها نحو الأعمق
حتى أتدفق .....
ثلاثيــــات غزليــــة
( هايكو ليست يابانيـــة )
( 1 )
وجدتـــُها ....وجدتها
تلك التي تحبني
جنيّـــةَ الأشعار .
( 2 )
همتُ بهـــا .... هامتْ بيــَه
كنا معًا
وعندها هِمنا معــــا ....
( 3 )
أسكرتِــــنـي
وبعد أن صحوتْ
أسكرتِنـــــــي .......
( 4 )
أيتها الأضواءْ
من أين أشرقتِ
في آخر الرجــــاءْ ؟
( 5 )
وكان عصفوران
يغردانْ
ساعتـــها كان فمانِ يشدوانْ .......
( 6 )
( الدين والدنيا معــــا
تجمعـــــا
صلاةَ وجدٍ للإلـــــــه ......)
( 7 )
طيـــر غريـــب ها هنا
يطوف حولنا
بارك قربنـــا ......
( 8 )
وعندما هززتِ نخلتــــــي
تساقطتْ
من مهجتــــي أثمار .......
( 9 )
هذا الضحى تنفَّـــسا
ويعبق الشــــذا
حتى تكدَّسَ النهار .......
( 10 )
زرعتُ صوتَـــك الرخيــــم ْ
حديقـــةً في الجنــــةِ
فأينعتْ أنــــــهار ......
( 11 )
سؤالي الذي يدور :
من يسكبُ العطور
لتسكرَ الزهور ؟
( 12 )
في خمس ساعاتٍ تلوتْ
من سورةِ الشجـــرْ
من بعض ما ناغى الوترْ .......
( 13 )
( خلقتنـــا يا ربنا ،
أسعدتنـــا يا ربنا ،
فأنت أدرى ما بنـــا ...... )
( 14 )
" دنيـــــاي أنت "
تقولـــها ...أقولــــها
آخرتــــــي أنت .......
( 15 )
سمعتُها السماءْ ....سمعته الجلالْ
يبارك الندى ....يبارك الغـــِلال
فنرشفُ الحلال
( 16 )
في صدر تلك الساقيـــــه
ما امتــــدَّ من
حبّاتِها ...تغريدها إلى فمي أثرْ .....
( 17 )
في كل جزء كانْ
لعرشها الحنّـــان ،
فهل أنا الملك ؟؟؟
( 18 )
أطبقتــــــا ،
وبعدها
كم ضاعتـــــا
في رحلـــةٍ منهومةِ المدى .......
( 19 )
مرحومـــةٌ يا نجمتــــي
ذُكرتِ مرتين في
رحلتــــيه -
في قولها : شكرًا لك !
( 20 )
أيَّ حَنـــانٍ أستعيــــدْ
إذ قدمتــــه ؟
ولم يكن ثغرٌ وحيد ......
(
21
)
" أموت فيــــكْ "
- تقولُــــها -
تحيــــا..... وأحيـــــا ......
( 22 )
" أعيشك ....الحياه "
- تقولها –
أكاد أن أمــــوتْ ...
صورة ....وركعة
قطوفها دانيةٌ.... وعذبةُ النوالْ
أضواؤها تشع في اشتهاءْ
بحلم نشوةٍ غدتْ
بنشوةٍ من حلم أعوامٍ مضتْ
أيقنت فيها وجدَها بمـــدِّها
سقيتها مناهلَ الوصالْ
طعِمتها من جوعيَ المثارْ
وصغتها روايةً تقتات من خيال ْ
يا لونـَها برونق الصفاءْ
يا صفوها يا عابقَ الدلالْ
عبدتُ إذ وجدتْ
سعدت إذ وردْتْ......
لكنها هلت على ثمالةِ الوفاءْ
تُضفي على أسطورةِ الجمالْ
كساءَها الرغيـبَ والرهيفْ
وركعـــةَ ابتهالْ.......
* * * *
موسم الأريج
هنا مواسمُ الأريجْ
تفتحتْ يا حلوتــي
والصبح رش في الأفق
نورًا وناغى صبوتـــي
الحسن طاف... واغتـَـَبـق
ثمالـــةً من مهجتــــي
ولانَ من لون الألق
بما يشفُّ بالندى
في نبضِـــهِ غدقْ ......
( وكانت القبلة شهدًا ذائقًـا طرف الشـــفـــه
قطوفها دنــتْ
ثمارها غدت مُطيّـــبـه
وتبعثُ النهار
يدغدغ الصدى
يَطيبُ بالندى
ما أعذبَ الشفـــه !)
* * *
لأن في عينيك ما....
ما أشتهي ....
ما أرتوي
من اتساعهـــا الذي يُطــــلُّ بالجوى
وبالســواد فيهما مثابةُ الذي يتيـــه
فينتشي عبرَ عيونِك الودادْ
ويُزهرُ الربيع
ويرقص الفؤادْ
* * *
هنا مرابع الجمـــالْ
تلوّنـــت في حلوتي
أحسستـــه في قِـبلتي
شربتــــه في ظمأتــــي
سألته عن لوعتي ......
يا روعة النواااال !!!
كيف السبيل ؟
كيف السبيلُ لهذا الحسنِ أقطفُـه
في غمرة الوجد يحلو ثم أرشفُــهُ
هذي الشفاهُ وربِّ الكون عابقةٌ
باللحن تشدو وإني بت أعزِفُـــه
يا نظرةَ العين في معنًى يظللني
ما تحملُ العين كلُّ الحب أعرفه
والوجهُ صبح منيرٌ راقني نسمًا
في لونه صوتُ شوقي حين أُنصفه
ليت الكلامَ غمامَ الحب يُسمعني
والمُزن يألفُني صوبًا وآلـفــه
يا رسمَها قل: أما أخفيتَ من دُرر؟
أظهرت شيئًا وشيئًا صرتَ تصرفه
إني وأنت بلا وعد ولا مطل
لكنه الماء، إني اليوم أغرفـــــه...
تحية إلى صنع الله إبراهيم
أيها الإنسانُ يا صوتَ الضميــرْ
أنتَ عنوانٌ لسِـفْـرٍ من عَـبَــقْ
كلما طالعتُ صفحــه
تتجــلّـى كلماتٌ من كرامــــه
حرفُهـــا بات المنيــرْ
يبعثُ الضّوْءَ بظلماتِ النّـفـقْ
ويُــثــيـرْ
كلَّ أصداءِ الشّهامــَـه
* * *
أنتَ صنعَ اللهِ تروي لي روايــه
عن شموخٍ وألَــقْ
كلما أطلقـتَ نفــحــه
أتغنّـــى في الحكايــه
نجمـــةً في كل شهرْ
لتُنيــرْ
موقفًــا أضحــى علامـــه!
إلى الصديق د . عبد الرحمن السليمان
بعد أذى مسه
اصبر صديقـــيَ لا تحزن ولا تهـنِ
مـفــوّهٌ أنـت ،عنـوان
لـكــل فــــمِ
إن لم يكن ذو الحِجـى مرمىً لمتـهم
مـن ذا يكـون إذن في حومـة التهم؟
إنـا نحبــــك فـــي صـدق كغاديـة
تـهمي علينا بطهر القطر و النسم
هذا النــمر
هذا النمر
ابن العروبة صال فـي حرفيش يصحبه الشممْ
إذ جال خلقًا صُـــبَّ فـــي نهر القيم
كوفيــــة بيضاء رمزٌ، وهي تزأر لا تهاب
بأصالة ظلـت شبابـــًا فـــي شباب
أهديــــه خالصَ ودّيََ الغادي إليــــهْ
ليروحَ يبحث عن وفاء قد تكلّــل في الجبيـــن
حرفيشُ فيــها إخـــوةٌ فـيـها الحنـــين ْ
تركي ، وهذا الصالـــح
فوّاز جاء مع النظير
...............
عذرًا فإني قد سهوت عن الصحاب
كم من عزيز فاتنـــي أن أذكره )
حييتُ فيهم صفوَ عشق للأدب
ما زلت أذكرهم وقد جاءوا إلـــيّْ
في باقتي وفدوا إليّ
وفدوا شــــذا
ومن الجليل
في باقة الأزهار يحدونا الطرب .
* * *
يا أيها النمر الجميــــلْ
إني سمعتك عندما صمتـــتْ رجالْ
نمرًا ، وكنت الصوتَ لا تخشـــى الدجلْ
حييتُ فيك منافحـــًا أو ذائــــدا
عنا ، وهذا الشوكُ وخزٌ في المقل
فتحيله شوقــــًا إلى ضـــوء الأمـــــل ...
وردة
وردة تحـمـــــل ورده
سُقيـــتْ بالعذب شهــدَه
عنـدمــا تـدنــو تمنــّــي
قبلـــةَ الشــوق ووجـدَه
مراثٍ .....
أبو جهاد والوطن
إلى أستاذي حسن بشارة وقد غاب
كان صديقُنـا أبو جهاد
يروي لنا عن الوطن ْ
روايةً كأنها خلت من الشجنْ
يقول لي :
بلادُنا - الوفاءُ للسهول والجبالْ
تفيضُ بالجمالِ والجلالْ
بلادنا - طيورُها التي بحرفِـنا تغرّدُ
ونبتُهـا الذي لوقعِـنا يُجـدّدُ
وأرضُنــا ونبضُــنا
وشربُــنا وعِشقُــنا
حياتُـنا وموتُــنا
وصوتُــنا الذي جـهَـرْ
وكم رأى أن القَتـــامْ
سينجلـــي ولا أَثــرْ
* * *
كان صديقُنــا أبو جهاد
على فضــاءِ سهلِــنا يموجْ
سنابلاً تحاورُ المروج
سألتُــهُ عن نغمـــةٍ
ترنيـــمـةٍ ظلّــت هناكْ
فهل أصابــها الهــلاكْ
في صولــةٍ للأخطبــــوطْ
قد مــــدَّ للردى الخــــــيوطْ
أجابنـــي :
أما سمعتَــــهُ الصـــدى
لصوتــــنا يحاورُ المـَـــدى ؟
وثمَّ مُقـــلتانْ
تعانقــــانِ لحنــــها الذي شــــدا
وتهزِجــــانْ
أنشودةَ الفــِـــدا
أما رأيتَــــهُ
في نحــرِهـــم كيـــدَ العـــدا ؟
* * *
وكان أستاذي حســـنْ
يحاورُ الحروفَ للحــــياه
مُجــلجِــلاً فِـــداه
يُـضـيـئُــهُ سنــــاه
مِن فوقِ يأسِــــنا الذي يريــــنْ
في عصرنــــا هذا المَهـــيـنْ
يقولًُ :
" يا قدسُ يــا قداسةَ المكانِ والزمانْ"
يردّدُ الصـــــدى صــــداه
" يا قدسُ يــــا قداســـــةَ الزمـــانِ والمكــــانْ "
فتلتــــقي الجـــباه
على عهودهــــا صلاه
لا تستكــــيـنْ
لأنّهـــا صلاه
* * * *
وهذا سلمان
صديقي سلمان فراج
جاءني سلمان شوقًا ورضا
يقرأ الأشعارَ في صفو الندى
كان لونًا من ترانيم الهوى
زائرًا في القلب يرتاد المدى
طافت الآيات في حلم المنى
وهجةً أو رجفة لا تستكينْ
عادت الرهبة أصواتًا غدت
في عروق الغيب ترتاد القضا
سار نحو البحر في صمت رنـــا
فاستبد الصمت صوتًا لا يلين
نازعته النفس في تسآلـــها
فإذا " حيدر " ذيّاكَ الحزين
هات من " رامة " ذِكرًا مبتدا
خبرًا من بسمة تبدو على
رهفةِ المرآةِ وجدًا مستبين
فإذا المرآة صوت ما شدا
أين ذاك الشدو في درب السنين
(2 )
أنات صلاتك سابحةٌ جارحة يا سلمانْ
تعزف أنغامًا.... تتقطّر أوجاعًا
من مصباح الليل الأسيان
في كأس العدم المعصورْ
في دمع الباكي الولهان
كان الطيرُ
أرتالاً من نور مجروح ْ
يغدو ويروحْ
يُسقى من شجو مراثيكْ
وأغانيك
- سيان –
فنحدق في رؤيا الدنيا
في يَنبوع ينضُب يومًا
ويبللنا
ويجففنا
سيان –
وتعود الحسرات
تَسّاقطُ ورقًا من أحجار الدمعات
تسأل عن أحباب مفقودين
موجودين
-سيان –
وأبو يوسفَ ينظر عن بعد
في بسمته الوضاءة
بدهاء
أو
ببراءة
- سيان –
وأنا أسدل عيني ّ على طيف تلو الطيف
فأرى خلانَ وفاءٍ فوق بحيرات الصفو الأزرق
وكتاب الواحد يحمله بيمينه
يقرأه في فرح
أو في حزن
أو يكتبه
-سيان -
في رثاء أبي عمر
هيّج القلبَ زمانٌ .... وهَـجـرْ
ناثر من همِّنــــا ما لم يـَــذَرْ
قلت "يا قلبيَ .... ماذا ترتـــجي؟
ولمَ الحـزنُ مُـمِـضٌّ مُستـعِر ؟
قال: "أصحابك ساروا في مــدى
بعـد أمـداء،وهيهات السفـر!
قال:"هل تذكرهم من رفقــةٍ
حلقةِ الـصحبِ لتُـثري بالفِـكَر؟"
قلت: "مـن ينسى حبيبًا عزَّهُ
أو يُـداجي مَن يُصافي في النظر؟"
ولقد زاد فؤادي شجـنًا
وأنـا أسألُ "وينكْ بو عُمَر"؟
كــان إبراهيم يُعلي رأيَـه
رايــةً شماءَ.... رؤيا وعِـبَر
قاد شعبًا في دياجي ليلـــِهِ
يــومَ أرض ٍ في سويعاتِ الخطر
كلمةُ الحقِّ لــدى سلطانهم
كانتِ الدِّينَ بحقٍ يُعتبـر
فقد النَّـجْـلَ على أعتابهم
بعد حـرمانٍ لتصريح السفر
صولةُ الصـدقِ علــى ميزانِه
تـدعُ الظلمَ وبيلاً ما انتصر
فاعتقالٌ .... ثم نفيٌ تــارةً
ثم تعذيـبٌ وفـي الرزقِ النَّزَر
شامخٌ لا تنحني هامتــــه
يرفـض الضيمَ بصوت قد زأر:
هذه أرضـي وأمــي والهـــوى
كلُّ كَيـْدٍ رُدَّ فيها للنـــَّحـَـر
قصائد عن الأحباء -
( النص أصلاً بالعبرية ، ونشر في مجلة غاغ العدد - الثالث عشر – 2006 ومحوره " الموت" )
1 - محمود
كم أحب أن يبتكر آلات صغيرة
وروى كثيرًا عنها للكثيرين
بل سجلها في معهد المواصفات
وفي مصنع كبير
ابتلعه جهاز كبير
سجله في معهد الخفاء !
نواف
وصفوه أنه دودة كتب
كان يصاحبني في كل معرض حتى ولو
في السماء
كان يتذمر ...ما أكثر ما يتذمر !
ويحلل دائمًا بأسلوبه كل ظاهرة
ومن غير أن يقول وداعًا
غاص في الأعماق ، ضحية الدود ،
عظامه بليت
ولم يكتب عليها حتى حرفًا واحد !!!
3. حسن
كم أحب أن يحلل مواقف سياسية
في كل صباح كان يرتاد country club
وكان عادة يرنو إلى عيون الجميلات
وفي صبح صاف
سُدت أذناه ولم يعد يسمع الأخبار
سدت عيناه ولم يعد يرى الحسان
سد جسمه
وفي country club تساءلوا :
لماذا تأخر حسن ؟؟!!
نــمر
ما أكثر ما بنى نسيج العلاقات بين الشعبين
كم كان لطيفًا ، وحساسًا
وفي هدأة هادئة
بنى بيته الرحب ........ ما أوسعه !
ولكن ، في لقاء لم يكن لطيفًا أبدًا
ومن غير مندوبين عن الشعبين
استضافه بيت ضيق.. ...ما أضيقه !!
في نسيج التراب .
إبراهيم
أستاذي في فهم العلائق والروابط
( أبي أيضًا يُدعى إبراهيم )
رجل النضال السياسي
وكم من مرة كنا معًا
في الغابة الحمراء ، في مظاهرات اليسار
وكذلك في نزهات عديدة في بلادنا
قرأت أمامه قصائدي
في صبوتها نحو السلام ، والعدل ، والحب .
أظنه اليوم يتنزه
في غابات الأعماق
في صبوتها نحو ناس آخرين.
جمــال
كم أحب الحياة
أكل ، شرب ، التهم ، وسخر من آخرين
قص لنا أنواعًا من القصص
ولكنه في النهاية
كان قصة طائرة على أجنحة الورق .
آنستُ سجاياك
يا كاملاً سُعدَى، وكنتَ المَوئِـلا
أنتَ المربّـي ، طِبتَ ذِكـرًا أمثـــلا
في جِـدِّك المعطاءِ فضلٌ لا يـَني
فلكَــم سهرتَ الليلَ تطلبُها العُـلا
راقــتْ سجايــاكَ التي آنســتُها
فاقـــْت فلاقــتْني أقولُ لها: هلا
إذ ما لقِـيتُك ساعةً في حفلــــــة
فيكَ احتفلتُ،فشِمْـتًُ نبلَــكَ مَنْهلا
فتغمّدي يا رحمةًًَ في رحمـــةٍ
اللهُ يُسبِغُـــها ويُــكــرمُ مـُدخـــلا
أهكذا حقًــا نغيـــب؟؟!!
صديقي د. زكي العيلة، سألتَــني في
آخر لقاء جمعنا في المشفى:
- ما جديدك؟
أجبتك يومها.... واليوم أجيب من وحيك!
أهكذا حقـــًا نموتْ؟!
ولا نرى أحفادَنا... أبناءَنا
آباءنا... ديارَنا
ولا نرى مَن
يأسفُ، من يحزنُ، مَن
يقرأُ في آثارِنا
ولا نحيّي مِـن أحدْ
ولا نردُّه السلامَ، لا
نعرفُ مَن هذا الذي هُنـــا
ولا تَــبِينُ بسمةٌ على شفاهِنا
نَلقى بها نساءَنا
تغيبُ ضحكةٌ، تغيبُ دمعةٌ، تغيبُ نظرةٌ
إلى أحبابِنـــا
لا نكتبُ الكتابْ
لا نقرأُ الكتابْ
ولا نُشيِّــعُ الصديقَ والقريبْ
ولا نُـقَبِّـلُ العريسَ والعروسَْ
مِن أهلِـــنا
لا نلتقي الصحابْ
أُسائلُ:
مَن أّسْــدَلَ الترابْ
يَروي لنا حكايةَ الحنينِ والصِّــبا
يراقبُ ارتحالَةَ الحبيبْ
يراقصُ الحنينَ للرُّبــــا
في لحظةِ اغترابْ؟
وشوشتُ هذا الموتَ في سرٍّّ رهيبْ
وفي مدارِهِ العَتِـــيِّ والغريبْ
حاورتُه مع نَبضِ عِشقي للجمــــالْ
فقالَ:
تنأى للنهايةِ التي دنتْ مِن المُحالْ
أقمتُ حفلاً قاتمًا في حضرةِ المماتْ
في خِدْرِهِ في سِرِّهِ الجلالْ
ودعتُــهُ
شيَّــعْـتُهُ
فعادَ يحْمِلُ المَدى
تِلْوَ المَــدى
هديةَ الرَّدى
أهديتُــهُ حُلمَ الشَّجَنْ
فظلَّ يَحْمِلُ الكفَــنْ
ويستظِلُّ حالِمًا
في مُرْتُقى السُّباتْ
أيقظتُــهُ
فانسابَ من سِوادِه السَّوادْ
لا طلَّ لا شمسٌ ولا وِدادْ
ولا احتِضانةٌ تواصلُ الرُّؤى
بلْ ظلَّ فيه التيــــهُ عازِفًا على
أوتارِه المُمَزَّقَـــــــه
في شجْوِها ترددت :
أهكذا حقًا نموتْ؟؟؟!!!
سؤال ؟
أسْألُ :
كيف الضابِطُ يَصْرَعُ طِفْلا
يُدْعى أسعدْ
ثُمَّ
وفي بُرْههْ
يحضُنُ طِفْلا لهْ
بحنانٍ يتَوَدَّد
في أعذبِ قُبْلَهْ
يحضنُ طِفْلَهْ ؟!!!
من يحضنْ أطفالَ العالم ؟
كم يتجدَّدْ !!!
وسؤال ؟
كيف نُـعيد البسمــةَ للأطفالْ
بعدَ الحلمِ المُـفْـزِعِ ...بعدَ الخوفْ
من مرأى الدم ...مرأى الهدمِ .....حصارٍ وقتالْ
كيف نُعيدُ الآمالْ
أن يُشرِقَ صـبْحُ الحبِّ
على كلِّ الأشبالْ
* * * *
أصافح فدوى يونس
جوهرة كانت تبحثُ عن كنز لآل
تجمع كل تراث وتراث
درسًا للأجيال :
أغنيــةً ...تــهليـلــــــــه
جِدَّ أصيلـــه
وأنا
أسمع أنغام الماضي حتى صرت أغنــــي
وأغني
سرت على درب الفن
تتراقص في دربي الآمال
جدي يسمو في الدرب ....
ويـــختــــال !!
والجوهرة
ظلت
تبحث عن كنز لآل ....
راحـــة الفرد
يمكنني أن أحيا وحدي
أترنم
مع شوكي
أو وردي
وأغني
في فرحي
أو سهدي
يمكنني أن أحلم
أن أبني في جهد
الماضي والحاضر والمقبل
وأعود إلى أحبابي
أسألـــهم في ود
أن نبقى كالعِــقد
لكن ، ما أجملهـــــا
الراحةَ للفرد ............
ما أجملهم