رفيقتي

 

( اعتاد الشعراء العرب أن يذكروا طويلا خليلاتهم وعشيقاتهم دون حليلاتهم، فإذا ما ذكروا الحليلة ففي قصائد نادرة في معرض الرثاء،وآنًا يقولون معها " لولا الحياء ". فإلى أم السيد رفيقة عمري أهدي هذه القصيدة لعلها تكون بادرة في أدبنا العربي تدوَّن لحسابها ) .

 

(1)

 

لأنني آنستُ في عَيْنَيك طْيَر الحبِّ والوفاءْ

                      مُغَرِّدًا ببهجة الِّرضا

      مُطوِّفًا بِلوْنِه البهيِّ في مساربِ البهاَءْ

                   في دمعةٍ ترقرقتْ

             بِرِقَّةٍ كأنها منارةُ الرَّجاءْ

                       في هدأةِ الطِّيبِ الذي نما بخاطِرِكْ

أعلنُتها:

        يا أُمَّ أَبنائي لكِ الولاءْ

 

 

( 2)

 

لأَنها مرَّت سنينٌ كنتِ أنتِ الشاهدهْ

- في درْبيَ الذي

                   ضوَّأتُهُ رغمَ الِعداء-

على عُقوقِهِم، على مكايدٍ عجافْ

         إذْ يجعلونَ القولَ في دوائر ادِّعاءْ

وُتدرِكينْ :

        ( في كلِّ يومٍ تْحتَ ضِبنْي

                         .............................)

وتلحظينَ بَسْمَتي مَرْسومَةً طبعا

                    فيما أنا أفتحُ صفحةً جديدهْ

                        - وكمْ فتحتُ صفحةً جديدهْ !-

أو واطئًا على تفاهةٍ هنا،  هناكْ

أو مُلقِيًا منْ دَبْر أُذني

        عوا هرَ الكلام

منْ مُدَّعٍ يُشابِهُ الصديق

 (وكاِئنًا مَن ذا يكون )  :

     كأنه الحذاءْ

من كاذبٍ أشِرْ

أو سادرٍ في غَيِّهِ

أو في جهالةٍ بَدَتْ في عيِّهِ

أعلُنها يا أُمَّ أبنائي :

أَنَّى َتظَلي أو تُظِلي أنتِ لي القصيدهْ

 

( 3 )

 

يَنبوعُ وجدٍ أنت في صفائكِ اللذيذ

أسقيتِني في ظَمأةٍ ، قَدَّمتِ لي كأسَ مَعين

أكسبته طعْمَ الحنانِ والحنينْ

وقلتِ : الله معكْ  !

ألبستني ثَوْبَ الأُبُوَّهْ

ألبستني تاجَ الشبابْ

وقلتِ : ذُق شهدَ الرِّغَابْ !

وعندها

بدا العذابُ في عيوني كالعُذوبهْ

وشوكةُ الأسى وَهَتْ

فأُمُّ أبنائي معي .