أبو جهاد والوطن
إلى أستاذي حسن بشارة وقد غاب
كان صديقُنـا أبو جهاد
يروي لنا عن الوطن ْ
روايةً كأنها خلت من الشجنْ
يقول لي :
بلادُنا - الوفاءُ للسهول والجبالْ
تفيضُ بالجمالِ والجلالْ
بلادنا - طيورُها التي بحرفِـنا تغرّدُ
ونبتُهـا الذي لوقعِـنا يُجـدّدُ
وأرضُنــا ونبضُــنا
وشربُــنا وعِشقُــنا
حياتُـنا وموتُــنا
وصوتُــنا الذي جـهَـرْ
وكم رأى أن القَتـــامْ
سينجلـــي ولا أَثــرْ
* * *
كان صديقُنــا أبو جهاد
على فضــاءِ سهلِــنا يموجْ
سنابلاً تحاورُ المروج
سألتُــهُ عن نغمـــةٍ
ترنيـــمـةٍ ظلّــت هناكْ
فهل أصابــها الهــلاكْ
في صولــةٍ للأخطبــــوطْ
قد مــــدَّ للردى الخــــــيوطْ
أجابنـــي :
أما سمعتَــــهُ الصـــدى
لصوتــــنا يحاورُ المـَـــدى ؟
وثمَّ مُقـــلتانْ
تعانقــــانِ لحنــــها الذي شــــدا
وتهزِجــــانْ
أنشودةَ الفــِـــدا
أما رأيتَــــهُ في نحــرِهـــم كيـــدَ العـــدا ؟
* * *
وكان أستاذي حســـنْ
يحاورُ الحروفَ للحــــياه
مُجــلجِــلاً فِـــداه
يُـضـيـئُــهُ سنــــاه
مِن فوقِ يأسِــــنا الذي يريــــنْ
في عصرنــــا هذا المَهـــيـنْ
يقولًُ :
" يا قدسُ يــا قداسةَ المكانِ والزمانْ"
يردّدُ الصـــــدى صــــداه
" يا قدسُ يــــا قداســـــةَ الزمــــنِ والمكــــانْ "
فتلتــــقي الجـــباه
على عهودهــــا صلاه
لا تستكــــيـنْ
لأنّهـــا صلاه